[justify]
ليوم جبتلكم احلى قصيدة لمرؤ القيس
.لمن طلل بين الجدية و الجبل *** محل قديم العهد طالت به الطيل
عفا غير مرتاد و مر كسرحب *** و منخفض طام تنكر و اضمحل
و زالت صروف الدهر عنه فأصبحت *** على غير سكان و من سكن ارتحل
تنطح بالأطلال منه مجلجل *** أحم إذا احمومت سحائبه انسجل
بريح و برق لاح بين سحائب *** و رعد إذا ما هب هاتفه هطل
فانبت فيه من غشنض و غشنض*** و رونق رند و الصلندد و الأسل
و فيه القطا و البوم و ابن حبوكل*** و طير القطاط و البلندد و الحجل
و عنثلة و الخيثوان و برسل *** و فرخ فريق و الزقلة و الرفل
و فيل و أذياب و ابن خويدر *** و غنسلة فيها الخضيعان قد نزل
و هام و همهام و طالع أنجد *** و منحبك الروقين في سيره ميل
فلما عرفت الدار بعد توهمي *** تكفكف دمعي فوق خدي و انهمل
فقلت لها يا دار سلمى و ما الذي *** تمتعن لأبدلت يا دار بالبدل
لقد طال ما أضحيت فقرا و مألفا ***و منتظرا للحي من حل أو رحل
و مأوى لأبكار حسان أوانس *** و رب فتى كالليث مشتهر بطل
لقد كنت أسبي الغانيات بحمة *** معثكلة سوداء زينها رجل
كأن قطير البان على عكناتها *** على منثنى و المنكبين عطي رطل
تعلق قلبي طفلة عربية تنعم *** بالديباج و الحلي و الحلل
لها مقلة لو أنها نظرت بها *** إلى راهب قد صام لله و ابتهل
لأصبح مفتونا معنى بحبها *** كأن لم يصم لله يوما و لم يصل
ألا رب يوم قد لهوت بدلها *** إذا ما أبوها يوما غاب أو غفل
فقالت لأتراب لها قد رميته *** فكيف به إذا مات أو كيف يحتبل
لا يخفى لنا إن كان في الليل دفنه ***فقلن و هل يخفى الهلال إذا أفل
قتلت الفتى الكندي و الشاعر الذي *** تدانت له الأشعار طرا فيا لعل
لمه تقتلي المشهور و الفارس الذي *** يغلق هامات الرجال بلا وجل
ألا يا بني كندة اقتلوا بابن *** عمكم و إلا فما أنتم قبيل و لا خول
قتيل بوادي الحب من غير قاتل *** و لا ميت يعزى هناك و لا زمل
فتلك التي هام الفؤاد بحبها *** مهفهفة بيضاء درية القبل
و لي و لها و في الناس قول و سمعة *** و لي و لها في كل ناحية مثل
كأن على أسنانها بعد هجعة *** سفرجل أو تفاح في القند و العسل
رداح صموت الحجل تمشي تبخترا*** و صراخة الحجلين يصرخن في رجل
غموض عضوض الحجل لو أنها مشت *** به عند باب السبيبين لانفصل
فهي هي و هي هي ثم هي هي و هي *** و هي مني لي من الدنيا من الناس بالجمل
ألا لا ألا إلا لا لاء لابث *** و لا لا ألا إلا لآلاء من رحل
فكم كم و كم ثم كم و كم و كم*** قطعت الفيافي و المهامة لم أمل
و كاف و كفكاف و كفي بكفها و كاف *** كفوف الودق من كفها انهمل
فلو لو و لو لو ثم لو لو و لو ولو *** دنا دار سلمى كنت أول من وصل
و عن عن و عن عن ثم عن عن و عن وعن *** أسائل عنها كل من سار أو ارتحل
و في في و في في ثم في في و في و في *** و في وجنتي سلمى أقبل لم أمل
و سل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل *** و سل دار سلمى و الربوع فكم أسل
و شنصل و شنصل ثم شنصل ثم شنصل عشنصل *** على حاجبي سلمى يزين مع المقــل
حجـــازية العينين مكية الحشـــا *** عراقيــــة الأطراف رومية الكفل
تهامية الأبدان عبسية اللمى *** خزاعيــــة الأسنـــان دريــــة القبل
و قلت لها أي القبائل تنسبي *** لعلي بين الناس في الشعر كي أسل
فقالت أنا كندية عربية *** فقلت لها حاشا و كلا و هل و بل
فقالت أنا رومية عربية *** فقلت لها و زخير بياخوش من قزل
فلما تلاقينا و جدت بنانها *** مخضبة تحكي الشواعل بالشعل
و لاعبتها الشطرنج خيلي ترادفت*** و رخي عليها دار بالشاه بالعجل
فقالت و ما هذا شطارة لاعب *** و لكن قتل الشاب بالفيل هو الأجل
فناصبتها منصوب بالفيل عاجلا *** من اثنين في تسع بسرع فلم أمل
و قد كان لعبي كل دست بقبلة *** أقبل ثغرا كالهلال إذا أطل
فقبلتها تسعا و تسعين قبلة *** وواحدة أخرى و كنت على عجل
و عانقتها حتى تقطع عقدها *** و حتى فصوص الطوق من جيدها انفصل
كأن فصوص الطوق لما تناثرت ***ضياء مصابيح تطايرن عن شعل
و آخر قولي مثل ما قلت أولا *** لمـــــن طلل بين الجديـــة و الجبل.
غريق كمبال
مشرف حكاوي المهجر
ليوم جبتلكم احلى قصيدة لمرؤ القيس
.لمن طلل بين الجدية و الجبل *** محل قديم العهد طالت به الطيل
عفا غير مرتاد و مر كسرحب *** و منخفض طام تنكر و اضمحل
و زالت صروف الدهر عنه فأصبحت *** على غير سكان و من سكن ارتحل
تنطح بالأطلال منه مجلجل *** أحم إذا احمومت سحائبه انسجل
بريح و برق لاح بين سحائب *** و رعد إذا ما هب هاتفه هطل
فانبت فيه من غشنض و غشنض*** و رونق رند و الصلندد و الأسل
و فيه القطا و البوم و ابن حبوكل*** و طير القطاط و البلندد و الحجل
و عنثلة و الخيثوان و برسل *** و فرخ فريق و الزقلة و الرفل
و فيل و أذياب و ابن خويدر *** و غنسلة فيها الخضيعان قد نزل
و هام و همهام و طالع أنجد *** و منحبك الروقين في سيره ميل
فلما عرفت الدار بعد توهمي *** تكفكف دمعي فوق خدي و انهمل
فقلت لها يا دار سلمى و ما الذي *** تمتعن لأبدلت يا دار بالبدل
لقد طال ما أضحيت فقرا و مألفا ***و منتظرا للحي من حل أو رحل
و مأوى لأبكار حسان أوانس *** و رب فتى كالليث مشتهر بطل
لقد كنت أسبي الغانيات بحمة *** معثكلة سوداء زينها رجل
كأن قطير البان على عكناتها *** على منثنى و المنكبين عطي رطل
تعلق قلبي طفلة عربية تنعم *** بالديباج و الحلي و الحلل
لها مقلة لو أنها نظرت بها *** إلى راهب قد صام لله و ابتهل
لأصبح مفتونا معنى بحبها *** كأن لم يصم لله يوما و لم يصل
ألا رب يوم قد لهوت بدلها *** إذا ما أبوها يوما غاب أو غفل
فقالت لأتراب لها قد رميته *** فكيف به إذا مات أو كيف يحتبل
لا يخفى لنا إن كان في الليل دفنه ***فقلن و هل يخفى الهلال إذا أفل
قتلت الفتى الكندي و الشاعر الذي *** تدانت له الأشعار طرا فيا لعل
لمه تقتلي المشهور و الفارس الذي *** يغلق هامات الرجال بلا وجل
ألا يا بني كندة اقتلوا بابن *** عمكم و إلا فما أنتم قبيل و لا خول
قتيل بوادي الحب من غير قاتل *** و لا ميت يعزى هناك و لا زمل
فتلك التي هام الفؤاد بحبها *** مهفهفة بيضاء درية القبل
و لي و لها و في الناس قول و سمعة *** و لي و لها في كل ناحية مثل
كأن على أسنانها بعد هجعة *** سفرجل أو تفاح في القند و العسل
رداح صموت الحجل تمشي تبخترا*** و صراخة الحجلين يصرخن في رجل
غموض عضوض الحجل لو أنها مشت *** به عند باب السبيبين لانفصل
فهي هي و هي هي ثم هي هي و هي *** و هي مني لي من الدنيا من الناس بالجمل
ألا لا ألا إلا لا لاء لابث *** و لا لا ألا إلا لآلاء من رحل
فكم كم و كم ثم كم و كم و كم*** قطعت الفيافي و المهامة لم أمل
و كاف و كفكاف و كفي بكفها و كاف *** كفوف الودق من كفها انهمل
فلو لو و لو لو ثم لو لو و لو ولو *** دنا دار سلمى كنت أول من وصل
و عن عن و عن عن ثم عن عن و عن وعن *** أسائل عنها كل من سار أو ارتحل
و في في و في في ثم في في و في و في *** و في وجنتي سلمى أقبل لم أمل
و سل سل وسل سل ثم سل سل وسل وسل *** و سل دار سلمى و الربوع فكم أسل
و شنصل و شنصل ثم شنصل ثم شنصل عشنصل *** على حاجبي سلمى يزين مع المقــل
حجـــازية العينين مكية الحشـــا *** عراقيــــة الأطراف رومية الكفل
تهامية الأبدان عبسية اللمى *** خزاعيــــة الأسنـــان دريــــة القبل
و قلت لها أي القبائل تنسبي *** لعلي بين الناس في الشعر كي أسل
فقالت أنا كندية عربية *** فقلت لها حاشا و كلا و هل و بل
فقالت أنا رومية عربية *** فقلت لها و زخير بياخوش من قزل
فلما تلاقينا و جدت بنانها *** مخضبة تحكي الشواعل بالشعل
و لاعبتها الشطرنج خيلي ترادفت*** و رخي عليها دار بالشاه بالعجل
فقالت و ما هذا شطارة لاعب *** و لكن قتل الشاب بالفيل هو الأجل
فناصبتها منصوب بالفيل عاجلا *** من اثنين في تسع بسرع فلم أمل
و قد كان لعبي كل دست بقبلة *** أقبل ثغرا كالهلال إذا أطل
فقبلتها تسعا و تسعين قبلة *** وواحدة أخرى و كنت على عجل
و عانقتها حتى تقطع عقدها *** و حتى فصوص الطوق من جيدها انفصل
كأن فصوص الطوق لما تناثرت ***ضياء مصابيح تطايرن عن شعل
و آخر قولي مثل ما قلت أولا *** لمـــــن طلل بين الجديـــة و الجبل.
غريق كمبال
مشرف حكاوي المهجر