مفهوم القيــادة
لا يمكن تناول مفهوم القيادة ما لم نتعرف على تاريخ نشوئها
أ-تاريخ نشوء القيادة :
نشأت نظرية القيادة على أعقاب نظرية العقد الاجتماعي ،ولولاها ما كانت لتكون، لو لا ان اهتدى الإنسان الأول إلى فكرة الأمن والاستقرار، داخل المجتمع، ففكر البشري في حماية نفسه من الأخطار، التي كانت تهدد الجسم البشري في بنيته.
ذكر القرآن حادثة مقتل قابيل لأخيه هابيل، وقصة يوسف عليه السلام، مع أخوته، فكل ما جرى للاثنين مردة إلى أنانية متأصلة في البشر، تهوى حب الظهور والتسلط باستعمال كل الوسائل بما فيها القتل إذا كان ذلك ضروريا، فقد عقب روسو قائلا " إن اتخاذ الناس الحياة الاجتماعية أداة لتحقيق أنواع الرفاهية كان أول شيء فرضوه على أنفسهم دون أن يفكروا فيه وأول منبع للشرور أعدوه وأنه بالاجتماع، أنساب في النفس شعور رقيق يتحول إلى هياج صائل عند أقل اعتراض ويسقط الغيرة مع الحب وينشب الخلاف ويضحى بالدم في سبيل ألطف الأهواء " 4 ".
خضع اختيار القائد الى وجوب توفر عدة صفات منها القدرة على إقناع الآخرين من الثائرين في مجتمع القبيلة، بحثهم على تحقيق الأهداف المحددة للجماعة، التي بدونها تصبح الأنشطة كاليراقات الكامنة في الشرانق، ولما كان الهدف العام هو حماية ألجسد الاجتماعي، وتحقيق الاتفاق والتفاهم بكل إخلاص في دائرة تضمن للجميع مستويات أليفة للتعايش، وهذا بمعرفة ما يدور في أذهان الآخرين من خير وشر ومعرفة وعي وقصد درجات الدفاعية عندهم، وبالتالي كان يملك قوة تأثير في الجماعة لتحقيق الهدف المراد تحقيقه.
2: مفهوم القيادة:
قال بوقار دوس أن القيادة لا تحدث في فراغ كما إن الشخصية تتفاعل مع ظروف اجتماعية، فهناك من يؤكد على أساس أنها " السلطة الرسمية " التي تمنح للموظف المسئول قوة ممارسة السلطة، بينما تستعمل مدرسة الاتصال أو العلاقات الإنسانية عنصر الاتصال.
إن نظام القيادة يتمركز بين شيئين اثنين أولهما " الإدارة " أي وسيلة أحكام سلطة على المرؤوسين باستعمال القوانين والأعراف، وثانيهما التحكم في السلطة السلمية للمرؤوسين.
فالقيادة تعرف على أساس الاتفاق الاجتماعي على منح ألسلطة إلى الأمير، السيد الذي يعكس في شخصه كل مجالات السلطة الإلهية المطلقة، لأنه في نظرهم يحميهم، من أعباء الجماعة ويحل مشاكلهم داخل الهرم الأسري.
إن الحديث عن القيادة ، خارج إطار الولاء والخضوع هو جريمة كبرى قد تودي بمقترفها إلى الإعدام أو الحرق أمام الملأ، كما كانت تفعل قبائل جنوب إفريقيا وبنين في القرون الماضية ، لأنهم كانوا يرون في الأمير السيد هو ظل الله ولا يحاسبه إلا هو "5" فهو العقل الإلهي المفكر في تسير شؤون المجتمع وحمايته أمنهم .
ولاشك أن القائد في الأعراف القديمة والحضارات الرومانية واليونانية هو نفسه قائد الجند والحرس وحارس المدينة، فالحنكة والبراعة والفتوة والجمال كانت من بين سمات القائد البارز في المعركة، فبدون شك لا تخلو أجنحة اللوفر أو لوها فر من لوحات جسدت وسامة بونابرت أو ديغول، أوالكاردينال سيرجايرا بطريك لشبونة.
4- معيار اختيار القيادة عند القدماء:
كان أسلوب القيادة في الحضارات القديمة، أسلوبا راقيا لكونه اعتمد على المهارات في كل الميادين، فنحن لم نسمع في التاريخ القديم انه تم اختيار قائد، غبي أو مريض فكل كتب التاريخ القديم، أثبت أن ازدهار فن الحكم كان منطلقة الأول من منطقة الشرق الأوسط التي كانت بمثابة النموذج الفعال ابتدءا من إصدار قوانين حمو رابي سنة 1000 ق م
وضعت الممالك المصرية القديمة "6" نمطا علميا لاختيار المشرفين إعتمد على انتقاء المتحصلين على درجات علمية في امتحانات تؤدى لهذ الغرض.
أ-معايير اختيار ألقيادة في التاريخ القديم:
إن هناك معايير مختلفة وضعت لاختيار القائد، تفرقت حسب كل منطقة، فكل جهة كانت تفرض تقاليدها خاصة أمام المد الديني على العقلية البدائية، ففي أثينا مثلا كانت التفرقة موجودة في الأصل (مجتمع خاضع ورجال أحرار يجسدون السلطة) فطريقة اختيار القيادة تتم بفعل الاقتراع على أن المنتخب يجسد إرادة الإله، نفس الشيء كان في روما القديمة، أما في حضارات المتوسط فقد سجل إنتقاء الكوادر على أساس الانتماء إلى طبقة الأغنياء.
أكدت البحوث الميدانية على أن التركيبية الاجتماعية في المجتمعات العصور المتوسطة 1 أوجدت نظاما قام على أساس الأشراف والعبيد، وعملية إنتقاء المشرف العام كانت تتم من الأشراف دون إهمال طبقة العبيد التي أعطي أفرادها جانبا من المسؤولية، لإنتقاء موظف عمومي يكون وسيلة لردع العبيد وتخويفهم مقابل محفزات مالية.
ب- معايير اختيار القادة عند المحدثين:
إن الثورة الصناعية التي شملت أنحاء العالم من حيث انتشارها بوسائلها أفرزت ظواهر خارقة، كان لابد أيضا التفكير فيها، دون هوادة في إيجاد مواصفات حقيقية لانتقاء المشرفين على المؤسسات والوحدات الإنتاجية خصوصا وان مجال تطور علاقات العمل بدأ يعرف قفزات نوعية متقدمة في ما يخص تحديد نوعية العمل وتصنيف الطبقات المنتجة على غرار تصنيفات جيفرسون "1" وموروه جونير 1931 "2" فإن اعتماد معايير الكفاءة والبراءة والانتماء الطبقي كان من بين أهم معايير إاختيار المشرفين في قيادة العمليات الإنتاجية.
وبعدما تبين اختيار معايير القيادة عبر مراحل التاريخ سوف نحاول إعطاء المفاهيم الأخرى المتداخلة، في هذا الموضوع لنخرج في الأخير إلى تحديد مفهوم عام لعلوم التنظيم والتسيير الإداري.
لا يمكن تناول مفهوم القيادة ما لم نتعرف على تاريخ نشوئها
أ-تاريخ نشوء القيادة :
نشأت نظرية القيادة على أعقاب نظرية العقد الاجتماعي ،ولولاها ما كانت لتكون، لو لا ان اهتدى الإنسان الأول إلى فكرة الأمن والاستقرار، داخل المجتمع، ففكر البشري في حماية نفسه من الأخطار، التي كانت تهدد الجسم البشري في بنيته.
ذكر القرآن حادثة مقتل قابيل لأخيه هابيل، وقصة يوسف عليه السلام، مع أخوته، فكل ما جرى للاثنين مردة إلى أنانية متأصلة في البشر، تهوى حب الظهور والتسلط باستعمال كل الوسائل بما فيها القتل إذا كان ذلك ضروريا، فقد عقب روسو قائلا " إن اتخاذ الناس الحياة الاجتماعية أداة لتحقيق أنواع الرفاهية كان أول شيء فرضوه على أنفسهم دون أن يفكروا فيه وأول منبع للشرور أعدوه وأنه بالاجتماع، أنساب في النفس شعور رقيق يتحول إلى هياج صائل عند أقل اعتراض ويسقط الغيرة مع الحب وينشب الخلاف ويضحى بالدم في سبيل ألطف الأهواء " 4 ".
خضع اختيار القائد الى وجوب توفر عدة صفات منها القدرة على إقناع الآخرين من الثائرين في مجتمع القبيلة، بحثهم على تحقيق الأهداف المحددة للجماعة، التي بدونها تصبح الأنشطة كاليراقات الكامنة في الشرانق، ولما كان الهدف العام هو حماية ألجسد الاجتماعي، وتحقيق الاتفاق والتفاهم بكل إخلاص في دائرة تضمن للجميع مستويات أليفة للتعايش، وهذا بمعرفة ما يدور في أذهان الآخرين من خير وشر ومعرفة وعي وقصد درجات الدفاعية عندهم، وبالتالي كان يملك قوة تأثير في الجماعة لتحقيق الهدف المراد تحقيقه.
2: مفهوم القيادة:
قال بوقار دوس أن القيادة لا تحدث في فراغ كما إن الشخصية تتفاعل مع ظروف اجتماعية، فهناك من يؤكد على أساس أنها " السلطة الرسمية " التي تمنح للموظف المسئول قوة ممارسة السلطة، بينما تستعمل مدرسة الاتصال أو العلاقات الإنسانية عنصر الاتصال.
إن نظام القيادة يتمركز بين شيئين اثنين أولهما " الإدارة " أي وسيلة أحكام سلطة على المرؤوسين باستعمال القوانين والأعراف، وثانيهما التحكم في السلطة السلمية للمرؤوسين.
فالقيادة تعرف على أساس الاتفاق الاجتماعي على منح ألسلطة إلى الأمير، السيد الذي يعكس في شخصه كل مجالات السلطة الإلهية المطلقة، لأنه في نظرهم يحميهم، من أعباء الجماعة ويحل مشاكلهم داخل الهرم الأسري.
إن الحديث عن القيادة ، خارج إطار الولاء والخضوع هو جريمة كبرى قد تودي بمقترفها إلى الإعدام أو الحرق أمام الملأ، كما كانت تفعل قبائل جنوب إفريقيا وبنين في القرون الماضية ، لأنهم كانوا يرون في الأمير السيد هو ظل الله ولا يحاسبه إلا هو "5" فهو العقل الإلهي المفكر في تسير شؤون المجتمع وحمايته أمنهم .
ولاشك أن القائد في الأعراف القديمة والحضارات الرومانية واليونانية هو نفسه قائد الجند والحرس وحارس المدينة، فالحنكة والبراعة والفتوة والجمال كانت من بين سمات القائد البارز في المعركة، فبدون شك لا تخلو أجنحة اللوفر أو لوها فر من لوحات جسدت وسامة بونابرت أو ديغول، أوالكاردينال سيرجايرا بطريك لشبونة.
4- معيار اختيار القيادة عند القدماء:
كان أسلوب القيادة في الحضارات القديمة، أسلوبا راقيا لكونه اعتمد على المهارات في كل الميادين، فنحن لم نسمع في التاريخ القديم انه تم اختيار قائد، غبي أو مريض فكل كتب التاريخ القديم، أثبت أن ازدهار فن الحكم كان منطلقة الأول من منطقة الشرق الأوسط التي كانت بمثابة النموذج الفعال ابتدءا من إصدار قوانين حمو رابي سنة 1000 ق م
وضعت الممالك المصرية القديمة "6" نمطا علميا لاختيار المشرفين إعتمد على انتقاء المتحصلين على درجات علمية في امتحانات تؤدى لهذ الغرض.
أ-معايير اختيار ألقيادة في التاريخ القديم:
إن هناك معايير مختلفة وضعت لاختيار القائد، تفرقت حسب كل منطقة، فكل جهة كانت تفرض تقاليدها خاصة أمام المد الديني على العقلية البدائية، ففي أثينا مثلا كانت التفرقة موجودة في الأصل (مجتمع خاضع ورجال أحرار يجسدون السلطة) فطريقة اختيار القيادة تتم بفعل الاقتراع على أن المنتخب يجسد إرادة الإله، نفس الشيء كان في روما القديمة، أما في حضارات المتوسط فقد سجل إنتقاء الكوادر على أساس الانتماء إلى طبقة الأغنياء.
أكدت البحوث الميدانية على أن التركيبية الاجتماعية في المجتمعات العصور المتوسطة 1 أوجدت نظاما قام على أساس الأشراف والعبيد، وعملية إنتقاء المشرف العام كانت تتم من الأشراف دون إهمال طبقة العبيد التي أعطي أفرادها جانبا من المسؤولية، لإنتقاء موظف عمومي يكون وسيلة لردع العبيد وتخويفهم مقابل محفزات مالية.
ب- معايير اختيار القادة عند المحدثين:
إن الثورة الصناعية التي شملت أنحاء العالم من حيث انتشارها بوسائلها أفرزت ظواهر خارقة، كان لابد أيضا التفكير فيها، دون هوادة في إيجاد مواصفات حقيقية لانتقاء المشرفين على المؤسسات والوحدات الإنتاجية خصوصا وان مجال تطور علاقات العمل بدأ يعرف قفزات نوعية متقدمة في ما يخص تحديد نوعية العمل وتصنيف الطبقات المنتجة على غرار تصنيفات جيفرسون "1" وموروه جونير 1931 "2" فإن اعتماد معايير الكفاءة والبراءة والانتماء الطبقي كان من بين أهم معايير إاختيار المشرفين في قيادة العمليات الإنتاجية.
وبعدما تبين اختيار معايير القيادة عبر مراحل التاريخ سوف نحاول إعطاء المفاهيم الأخرى المتداخلة، في هذا الموضوع لنخرج في الأخير إلى تحديد مفهوم عام لعلوم التنظيم والتسيير الإداري.