ثامنا:استراتيجية تنقل العاصمة:
إن خفة تنقل "مدينة الخيام" البالغ عددها 70الف نفر بما فيها القبائل التي كانت تنضم إلى الدائرة الكبرى يوميا،(6) والعشرات من المواطنين المتنقلين إليها شكلت ثقلا كبيرا على تفكير الاميرعبدالقادر وأعوانه،كان الأمير يأمرها بمغادرة المكان، كلما رأى ضرورة لذلك ، بتوجيه أوامره الى أعوانه كمصطفى بن التوهامي والقائد محمد بن علال.
إن الترحال المستمر أتعب الكثير من القبائل فأدى ذلك إلى حدوث مشاكل داخل دائرة الأمير، منها ماذكره مصطفى بن التهامي ((... بقي أبن علال الخليفة بالمحلة ومشيت نحو الأهل...( يقصد الدائرة الكبرى العاصمة) ملتقين الخبر بالجعافرة أن أناسا من المثمرة أخذوا إبلي و من معها من أجل التعاليق و كنت أخذت من غزوا الحساسة نحو عشرين دورا القمح و الشعير فوجدت أصحابنا رجعوا من مكان بعيد كانوا نازلين فيهم اختلافا كبير فبقيت متحيرا في الجمع بين أغراضهم مرة أخوفهم بغزو الرومي و مرة من لم يوافق عقولهم ))(7).
كان جزء من عائله الامير قد لجأ الى بن زناسن بالغرب، أما الدائرة الأولى بعد مركزه كانت لصهره مصطفى بن توهامي و الميلود بن عراش خليفة الشلف السابق ،ومجموع خيمهم خمسة وأما الدائرة الثانية بعد الأولى فكانت لدواوير محمد بن علال خليفة مليانة السابق ومحمد ولد السيد حبيب قنصل وهران ، وأما الثالثة فكانت للهشم لغرابة و الشراقة وعددهم كبير جدا كما يذكر الدكتور بالخميسي ( أماالرابعة، فقد ضمت قبائل الرحل من الهضاب و كان يتزعمها بلخروبي وبلغ مجموعها 307 دوار .
لم يكن هذا العدد الهائل من المواطنين هائما على كف عفريت ،بل كان يخضع لنضام دولة حديثة ذات معالم ومؤسسات ومرافق منها الشرطة و القضاء و المدارس القرآنية
أن تمرد بعض القبائل كان له انعكاسات سلبية على الخطط العسكرية للأمير مما أد إلى إهدار الوقت ، وتفويت فرص كثيرة على الأمير في ضرب المحتل ، ولهذا أباح الأمير أموال المتمردين حيث قال " كل من حاول الهروب من الزماله فلكم أمواله ولي رأسه" وكان يهدف إلى منع القبائل للخضوع إلى المحتل في ضل تزايد الخيانة حيث كانت عيون المحتل تطلعهم على الاخبارالدقيقة حول تحركات الامير، وقد أنفقت الحكومات الفرنسية جهدا و مالا كبيرا لاستمالة القبائل إلى جوارهم كما فعلت بأولاد عياد .و يذكر فاليرى (9) إن "بني غراس"
إن خفة تنقل "مدينة الخيام" البالغ عددها 70الف نفر بما فيها القبائل التي كانت تنضم إلى الدائرة الكبرى يوميا،(6) والعشرات من المواطنين المتنقلين إليها شكلت ثقلا كبيرا على تفكير الاميرعبدالقادر وأعوانه،كان الأمير يأمرها بمغادرة المكان، كلما رأى ضرورة لذلك ، بتوجيه أوامره الى أعوانه كمصطفى بن التوهامي والقائد محمد بن علال.
إن الترحال المستمر أتعب الكثير من القبائل فأدى ذلك إلى حدوث مشاكل داخل دائرة الأمير، منها ماذكره مصطفى بن التهامي ((... بقي أبن علال الخليفة بالمحلة ومشيت نحو الأهل...( يقصد الدائرة الكبرى العاصمة) ملتقين الخبر بالجعافرة أن أناسا من المثمرة أخذوا إبلي و من معها من أجل التعاليق و كنت أخذت من غزوا الحساسة نحو عشرين دورا القمح و الشعير فوجدت أصحابنا رجعوا من مكان بعيد كانوا نازلين فيهم اختلافا كبير فبقيت متحيرا في الجمع بين أغراضهم مرة أخوفهم بغزو الرومي و مرة من لم يوافق عقولهم ))(7).
كان جزء من عائله الامير قد لجأ الى بن زناسن بالغرب، أما الدائرة الأولى بعد مركزه كانت لصهره مصطفى بن توهامي و الميلود بن عراش خليفة الشلف السابق ،ومجموع خيمهم خمسة وأما الدائرة الثانية بعد الأولى فكانت لدواوير محمد بن علال خليفة مليانة السابق ومحمد ولد السيد حبيب قنصل وهران ، وأما الثالثة فكانت للهشم لغرابة و الشراقة وعددهم كبير جدا كما يذكر الدكتور بالخميسي ( أماالرابعة، فقد ضمت قبائل الرحل من الهضاب و كان يتزعمها بلخروبي وبلغ مجموعها 307 دوار .
لم يكن هذا العدد الهائل من المواطنين هائما على كف عفريت ،بل كان يخضع لنضام دولة حديثة ذات معالم ومؤسسات ومرافق منها الشرطة و القضاء و المدارس القرآنية
أن تمرد بعض القبائل كان له انعكاسات سلبية على الخطط العسكرية للأمير مما أد إلى إهدار الوقت ، وتفويت فرص كثيرة على الأمير في ضرب المحتل ، ولهذا أباح الأمير أموال المتمردين حيث قال " كل من حاول الهروب من الزماله فلكم أمواله ولي رأسه" وكان يهدف إلى منع القبائل للخضوع إلى المحتل في ضل تزايد الخيانة حيث كانت عيون المحتل تطلعهم على الاخبارالدقيقة حول تحركات الامير، وقد أنفقت الحكومات الفرنسية جهدا و مالا كبيرا لاستمالة القبائل إلى جوارهم كما فعلت بأولاد عياد .و يذكر فاليرى (9) إن "بني غراس"