.
تَتمَايَلُ الأغصَان ..
وَحولَهَا الطُيور تَدورُ تَدورُ !
هِيَ تَودُ أنْ تَشهَد وِلاَدة الشَمس ,
حَتى تَستَقِي مِنهَا شَيئَاً مِن ، عَبِيرِ الحَياة !
شَجَرَةُ النَارَنج ..
تَفَتَحَت فِيهَا أزهَار عَبِقَة , بِرَائحَة الليمُونِ الأخضَر !
حَولَ شَجرةِ النَارنج ,
الكَثيرُ مِن الأزهَارِ التِي تَساقَطت جَرّاء شَقاوَةِ الرِيح الـ, دَاعبَت تِلكَ الشَجرة الفَتّانة ..
أصَبحَتِ التُرَاب تَفُوحُـ، ..
بِعطرِ الزَهرِ الأبيَض , بِعذُوبَة رَائحةِ النَارنج !
وَرَقُ الرَيحَانِ الأخضَر ، بَدَأ يترَنح يُمنَاً ويسرَا , مُبَاعِدَاً عَنه ..
قَطرَات النَدَى .. التِي أيقَظَتْ فِيه الجُنونـ, لِيُبعثِر عَبقه مَع هَبَّاتِ الهَواءِ اللَطِيفَة !
لَطَالمَا ..
أحبَّتْ الرَيحَانَ كَثيرَاً ..
تَراهُ مُقدسَاً جِدَاً ، تَضعهُ فِي غُرفَةِ نَومِهَا .. وتُحبُ أزهَارَ الريَحانِ البَنفسجِية كَثيراً !
وتَرشِفُ قُدسيتهُ , مَع المَاءِ المَغلي , وَبِضعُ وُريقَاتٍ مِنه !
رُغمَ مَرارتِهِ , إلا أنـّهُ يُسَاعِدهَا عَلى عَدمِ النِسيَان ..
لَطَالمَا ، تَستَوطِنُ الذِكرَيات وَلا تنسَاهَا .. سَيئة كَانت , أو جَيدَة !
وَلطَالمَا لَم تنسَاهـ, !
الهَاءُ , هَاءُ الغَيبَةِ .. وَغيَابهُ غَدَا قَدر ..
يتَفنن فِي سَلبِهِ للمعَةِ عَينِهَا !
قَرَار رَحِيلهَا , جَعلهُ يَغِيبـ,
أوْ .. رُبمَا ظرُوفه ، صَيّرته قَمَر غَائب , لِأجَلٍ غَير مُسمَى !
هِيَ لَم تَعد تُؤمِنُ بالحُبِ الأخرَسـ، !
لِذَا ،
اختَارَت الرَحيل عَنه ,
لِيكُون طَير حُر .. لا مُقيّد بِأحاسِيسِهَا ،
التِي , قَد أصبَحت .. هَباءً يتَلاشَى !
لَم تـَعُد حَديقَة المَنزلِ ,
جَمِيلة , فِي عَينَيهَا .. كُلّهَا مَليئة فِي كُل رُكن بِالذِكريَات ،
وَفِي كُلِ زَاوية ، لَهَا قِصَة .. مَعه !
"انتَهينَا ... ؟؟؟!"
الكَلِمَةُ التِي رُدِدَتْ ..
عَلى ثَغرهَا كُل لَيلَة , وَتستَقِرُ حَولهَا استفهَامَات .. وَتعجُب !
كَأنهَا ,
تودُ أنْ تفِيق مِن حلم !
لَكِن الحِلم ، قَد أفَاقَ مِنهَا وَرحلـ,
أحَدُ الأيَّام ..
بِتَاريخ مَنسِي ،
الرَابِعَة فَجراً !
__________________